الثلاثاء، 22 أبريل 2008

لا لن انتظر الرحيل


لا لن انتظر الرحيل
فى حجرتين وصالة صغيرة تزوجت انجبت الابناء والبنات 00 سنوات وسنوات تمنى نفسها ان تقطن فى شقة واسعة من عدة حجرات خاصة بعد ان كبر البنات والاولاد وكان يجب ان توفر للبنات حجرة والصبيان حجره ولهما حجرة – ناهيك عن زيارات الأقارب من المدينة البعيدة والتى كان لزاماً ان تخلى لهما احدى الحجرتين لزوم كرم الضيافة 00 الى ان حقق الله امنيتها – كان الاولاد كبروا وبدأ كل منهم يشق طريقه ويبحث عن شريك حياته ، وبدأوا ينسلون من بين يديها واحدا تلو الواحدة ( سنة الحياه) تنتظرهم فى لهفة يوم العطلة الأسبوعية ليتجمعوا حولها والاحفاد - استيقظت مبكرة مهرولة الى المطبخ لتعد ما يحلو لهم من الأصناف وتتذكر هو يحب 000 وهى تحب00 محاولة جاهدة ان تواءم بين الأصناف التى سوف تعدها – وتتذكر الأصناف التى صنعتها لهم الاسبوع الماضى حتى لاتكررها - وبكل الحب والهمه بدأت العمل وهى واقفة تتذكر أحفادها 00 هاهم يتقافزون حولها 00 يطلبون الحلوى 00 العصير 00
تيته 00 ياللا نجرى 00 حول المنضدة الصغيرة تحاول ان تدور تمسك بها حفيدتها وتتعالى ضحكاتهما – مسكتك ياتيته – تجلس من التعب تنادى عليهم 00 من حبيب تيته يهرولون الى حضنها – تضمهم بشدة الى صدرها تتمنى ان تحملهم بداخله حتى لايفارقونها 00 تتذكر – ماهو أعز الولد 0000
تخطو نحو الموقد 00 هاهم يتجمعون حولها 00 الله ياماما اكلك حلو 0
تنتظر 00 وتنتظر الى ان يدخل احدهم ومعه حفيدها – ماما انتى هنا ؟
نعم يابنى انا هنا ودائماً انا هنا فى الإنتظار
طبختى ايه النهارده
الاكله اللى انت بتحبها 00
ياخساره – اصل النهارده رايحين النادى وحانتغذى هناك
فجأة تنتبه 00 اين زوجتك 000
سبقت الى هناك
والاكل اللى انا عاملاها
سيأتى باقى الاخوة بالهنا والشفا 00 ها 00 عايزه حاجه 00 سلام
يدق الهاتف 00 باقى الأخوة 000 ماما عامله ايه ؟
ايه ده انتم لسه فى البيت
معلهش ياماما اصل النهارد 00000 وتتوالى الأعذار
وتثاقلت الخطوات وتباعدت المسافات ولم يعد لديها الا الإنتظار ان يأتى احدهم صدفة وهو مار يفتح الباب وينادى عليها00 ماما انتى هنا
نعم انا هنا 00 حا اروح فين 00 انا دائماً هنا فى الإنتظار
يتجاهل مغزى الكلمات 000 انا جعان 00 عندك ايه ؟
حاضر يابنى عشر دقائق يكون الاكل جاهز 00
لا عشره كتير 00 ورايا ميعاد هنا جنبكم 00 افوت اكل فى اى محل 00
دائماً فى الإنتظار 00 يدها على خدها – انتظار ان يرن الهاتف 00 انتظار ان يفتح الباب
تفتح التلفاز 00 وهى مشغولة الفكر 00 كصوت يؤنسها فى وحدتها
تفتح المذياع 00 ليأتيها صوت الست فإذا انكر خلا خله 00 وإذا الدنيا كما نعرفها وإذا الأحباب كلا فى طريق و00مضى كلا الى غايته – لاتقل شئنا 00 ولم تفهم ولم تسمع سوى هذه الكلمات ومعانيها 00 ولم تشأ ان تترك حياتها للصدفة والحظ و000و يضيع مابقى من العمر مهما كان قصير – فإذا كان الذين تحتاجهم والذين تتمنى ضمهم الى صدرها لايحتاجونه الان وتباعدوا فلتذهب الى من هم محرومين من الحنان وفى شوفاً الى المشاعر الطيبة الفياضة فهم اولى بها وهى اولى بهم 00 ولتبدأ مرحلة جديدة – يملؤها الأخذ والعطاء لآخرين 0
اتصلت بصديقتها الوحيده 00 عامله ايه 00 كيف الأحوال 00
كما الأحوال لديك 00 مللت - ولكن لدى فكرة ارجو ان نشجع بعض عليها ما رأيك ؟
هاتى ما عندك 00
إذا كان انشغل كل منهم بحياته فلننشغل نحن ايضا بحياتنا 00 ونبحث عن من يستحقون فيض مشاعرنا فهم احق بها ونفذن ما فكرن فيه وبدأت فى الخروج والبحث عن الدور 00 تلو الدور 00 تربت على خد هذه وتحنو على ذاك – تمد يد المساعدة هنا وهناك 00 لا تشعر بمرور الوقت ، احست بأن حياتها لها معنى 00 لا بل معانى جياشه بدأت تنمو بداخلها 00 معانى حركت كل المشاعر الراكده ولأول مرة تشعر انها تعيش 00 تحيا حقيقة وليس بين الخيال ومرارة الانتظار 00 تشعر بذاتها 0
وفجأة يرن الجوال 00 رنات 00 ورنات متتابعة 00
ماما هاتف المنزل لا يرد حاولنا مراراً وتكراراً 00 خشينا ان يكون حصل لك مكروه
ماما انتى فين 00 ذهبت من يومين الى المنزل لم اجدك 00
ماما 00
ماما 00 ازاى نلاقيك 00 احنا جايين بكرة
لا بكره مش فاضية ورايا 000
طيب بعد يومين 00
لا معلهش مشغولة جداً 00 ورايا حاجات مهمة واخده كل وقتى 00
طيب ازاى نتصل بك نطمئن عليك 00
بيننا رنات جوال 000
ياااااااااااااااااااااااه وتذكرت فجأة شىء النور موجود دائماً 00 المصباح يضىء بمجرد ان تضع يدها على زر الكهرباء الثلاجة تعمل 00 التلفاز يمجرد ان تفتحه يعمل 000 كل ذلك دون ان تشعر بفائدة كل ذلك الا ان يقطع التيار عن المنزل 00 عن الحى 00 فجأة تجد الاف الأيدى تمتد الى الهاتف 00 الووووووووو شركة الكهرباء – الكهرباء مقطوعة 00 ارجوكم على وجه السرعة اصلحوا العطل 00 نحن فى حاجة شديدة وملحة اليها 00؟؟